القلق يضعف التركيزوالذاكرة

السلام عليكم



د . برهان الفتلي

القلق هو حالة من الشد تنتاب الفرد بسبب التحسب المفرط لما يدور حوله ويعيش فيه من احداث وظروف الحياة اليومية ومستجداتها الى الحد الذي يدفع به الى عدم القدرة على الاداء المطلوب لاعماله وواجباته والتلكؤ بتأمين حاجاته الضرورية بانسيابية ويسر، وقد يتمظهر




القلق بأعراض وعلامات متعددة كالشعور بالاعياء والاضطراب والتشنج العضلي وكذلك قد تبرز لدى المصاب حالات من الضيق او الصعوبة في التنفس والتسارع في ضربات القلب وجفاف الفم وبرودة اليدين والاحساس بالغثيان والدوار وبضعف القدرة على التركيز وقد اشارت احدى الدراسات الى امكانية حصول تراجع في كفاءة الفعاليات الاجتماعية للمصاب في الاستجابة للمتطلبات السائدة في محيطه وتردي قابليته في الايفاء بالتزاماته تجاه القواعد والنظم المفترضة لتحقيق الاهداف الآنية والمستقبلية. وقد اشار استقصاء ذو صلة الى أن نسبة الاصابة بالقلق لدى البالغين تصل الى 1,5 ـ 3 % من السكان وعانى 3 ـ 5 % منهم منه خلال السنة الماضية وارتفع معدل الاصابة الى 4 ـ 7% من عموم المشمولين بالدراسة خلال حياتهم الماضية ولاشك ان مثل هذه النسب من الاصابات تكون عرضة لبعض التغيير اذا ما أخذ بالاعتبار ان تشخيص حالات القلق قد يتداخل أحياناً مع تشخيص حالات اخرى كالاكتئاب وسواه وقد لوحظ انخفاض في نسب الاصابة لدى كبار العمر مما يعزى الى قلة او واقعية واعتدال طبيعة ردود الفعل لديهم تجاه تحديات ومصاعب الحياة وقدرتهم على الاعتياد عليها وامتصاص نتائجها والتأقلم معها بسرعة وقابلية قلما تتوفر لدى الشباب وصغار البالغين كما اشارت احدى الدراسات الى ان نسبة الاصابة بحالات القلق عند النساء تفوق مثيلتها عند الرجال بمقدار الضعف كما يبدو ان وجود مجموعة من الحوافز المزعجة والبسيطة او الضئيلة في تاثيراتها المنفردة قد تتراكم وتؤدي مجتمعة الى تفعيل حالة القلق لدى الشخص كما أن تعرضه لصدمات او احداث او منعطفات في حياته تؤثر في الايقاع به في دائرة القلق. وقد سجل بعض الباحثين المهتمين بالعلاقة بين نسبة الاصابة بالقلق وبين العامل الوراثي والعائلي بدراسة مجاميع من العائلات والأقرباء والتوائم ميلاً او تقبلاً للاصابة بالقلق وخاصة بين الاقارب من الدرجة الاولى والتوائم لاشك ان المصاب بالقلق يعمد الى محاولة مقاومته والخروج من دوامته المتواترة فيلجأ الى مختلف السبل والوسائل الدفاعية التي تظهر على شكل حركات وأفعال واقوال وممارسات لكبح التوتر والتشتت واجترار الافكار والافتراضات والاحتمالات وردود الفعل المحتملة لاحباطها او التقليل من تاثيرها او التغطية عليها او تجاهلها وهكذا يكون المصاب منشغلاً على الدوام في قضايا تبدو له غير محسومة وتتكرر لديه شكاوى بعينها مثلما يمارس بعض الحركات الرتيبة المكرورة او اللجوء في بعض الاحيان للهروب من ضغط الافكار المقلقة بانجاز بعض الاعمال التي قد لاتكون ضرورية او ملحة وبطريقة اداء متواضعة او متدنية حيث يصادر القلق الكثير من القدرات الادائية مثلما يضعف التركيز والذاكرة ودرجة الولع والمتعة والنظرة الى مباهج الحياة تلك التي لاتستقيم او تستديم مع القلق.. وصدق القائل ((دع القلق وابدأ الحياة)).








تحياتي لكم
الامبرطور