أطفالنا في خطر ((( لمن يهمه الأمر )))

من طرف **DrAgOn-MaN** الخميس يناير 03, 2008 11:38 pm

مخاطر التلفزيون على أطفالنا
في عصر العولمة كما يحب البعض أن يسميه وفي عصر انتشرت فيه وسائل الإعلام حتى دخلت كل بيت وأصبح الإنسان رهينة تلك الوسائل وما يعرض فيها وعلى رأسها الشاشة الفضية أو التلفزيون الذي بتنا ندعي ونتشدق بأنه لا يمكن الاستغناء عنه وأنه ضرورة من ضرورات الحياة ، في خضم ذلك لفت انتباهي مقالاً بعنوان ( أميركا تحذر من مخاطر التلفزيون على الأطفال ) في مجلة علوم وتكنولوجيا في عددها رقم 87 لشهر مايو والتي تصدر عن معهد الكويت للأبحاث العلمية فأحببت أن ألخص ذلك الموضوع لأهميته بالنسبة لشريحة كبيرة من مجتمعنا ، فكما قلت في مبدأ حديثي عن العولمة وانتشار وسائل الإعلام بدأت الأصوات ترتفع في الولايات المتحدة والدول الأوربية محذرة من مخاطر مشاهدة الأطفال للبرامج التلفزيونية التي باتت طافحة بالعنف والجنس والإعلانات الدعائية التي تغري الأطفال بشراء سلع هم في غنى عنها ، والواقع أن عائلات أميركية كثيرة استغنت عن التلفزيون المنزلي ، أو أنها امتنعت عن اقتنائه من الأساس ، وهي مسرورة للفوائد التي تجنيها ، وفي الوقت نفسه هناك أصوات أخرى تصر على أن جهاز التلفزيون يمكن أن يكون أداة تربوية صالحة إذا عرف الأهل كيف يراقبون البرامج ويمنعون الأطفال من مشاهدة البرامج المسيئة .
ولقد كان استبعاد التلفزيون عن الحياة العائلية سهلاً لأسرة تتكون من أب وأم حاصلين على شهادة الدكتوراه في الأدب الكلاسيكي وأرادا تنشئة أولادهما الثلاثة على تذوق وتقدير ثقافة اكثر تعقيداً مما يقدم لهم على شاشة التلفزيون ، وعليه فإن العائلة لا تملك جهاز تلفزيون ، والأولاد لا يشعرون أنهم محرومون ، كما يقول أحد أبنائهما والذي يبلغ من العمر 12 سنة .
وللعلم فإن اثنين بالمائة من الأسر في نيويورك لا تملك جهاز تلفزيون ، وفي فيرمونت تبلغ النسبة ثلاثة في المائة أي ثمة سبعة آلاف أسرة لا تسمح بتواجد التلفزيون في منازلها .
ويمكن إيجاز السلبيات المتمثلة في جلوس الأطفال أمام شاشة التلفزيون من جهة وإيجابيات عدم وجود التلفزيون في المنزل من جهة أخرى في النقاط التالية - حسب أقوال الأسر التي لا تسمح بالتلفزيون وكذلك قول دعاة العيش بدون تلفزيون وأقوال المربين – فيما يلي :
1- النشاط العلمي السلبي المتمثل في الجلوس أما الشاشة يعيق النمو البدني والذهني للأطفال .
2- يتعلم الأطفال الذين لا يتفرجون على التلفزيون تسلية أنفسهم باللعب الإبداعي مثل اللعب في الرمل أو بالدمى أو بالألعاب التركيبية وغيرها كما هو معروف لدينا جميعاً .
3- الأطفال الذين لا يتفرجون على التلفزيون يركزون أكثر على دروسهم في الصف .
4- الأطفال الذين لا يتفرجون على التلفزيون لديهم معرفة أوسع بالعالم المحيط بهم لأنهم يستقون المعلومات من أكثر من مصدر واحد وليس من المسار الصوتي المبستر للتلفزيون .
أما مسألة ماذا يرى الأطفال عندما يجلسون أمام الشاشة فحدث و لا حرج فقد أصبح التلفزيون يركز على الجنس والإثارة واللغة البذيئة والنكت السخيفة وسوء السلوك بشكل عام خصوصاً العنف بجميع أشكاله الذي تزايد بشكل واضح في السنوات الأخيرة في جميع المجتمعات ، إضافة إلى الإعلانات التجارية التي تزعج الآباء بالسرعة التي تثب فيها للمشاهد على الشاشة وما تنطوي عليه من الإغراء والإغواء ولنجاحها في إقناع الأطفال بشراء السلع .
وقبل أن أختم هذا الملخص أعجبتني كلمة لامرأة أمريكية وهي أم لطفلتين تقول ( لا نريد أن تنشأ بناتنا على غرار ما يحدث في ثقافتنا الحالية ) .
وفي النهاية أقول لنفسي ولجميع الآباء والأمهات إن استطعنا أن نتخلص من التلفزيون من بيوتنا فهذا فتح عظيم وإن لم نستطع ذلك فعلينا بالرقابة الصارمة والحذر الشديد تجاه هذه الآلة وما يبث فيها وتوجيه أبنائنا وبناتنا بالنصائح المستمرة قولاً وعملاً ... هذا وشكراً .